حياة شهيد

شهيد الحقيبة الطبية ابن كفرنبل البار

ولد الشهيد “عبد الغفور الدندوش” في مدينة كفرنبل في الثَّالث والعشرين من تموز لعام 1996.

درس المرحلة الأساسية في مدرسة اليرموك ثم انتقل إلى ثانوية ذي قار الثَّانوية لإكمال دراسته الثانوية.

درس التَّمريض في جامعة إدلب، وبعد تحرير المدينة لم يستطيع إكمال دراسته مما اضُّطره إلى العمل في المشافي لاكتساب الخبرة، ومع مرور الأيام انتسب إلى فصيل “فرسان الحق” المتواجد في مدينة كفرنبل وعمل كمسعف ميدانيّ في أوقات المعارك، عمل على إسعاف الكثير من رفاقه في جبهات القتال وكان دائم التَّواجد في الخطوط الأولى للمعارك.

وفي الثامن والعشرون من تموز لعام 2016، ذهب مع خاله إلى إحدى كروم التين بين بلدتي “حزارين” و”معرة حرمة” من أجل السَّهر والترويح عن نفسهم ولاستنشاق الهواء النَّقي.

وفي صباح اليوم التالي استهدفت طائرة حربيَّة المكان المتواجدين فيه، ما أدى لاستشهاد عبد الغفور وقتها متأثِّراً بجراحه الَّتي أصيب بها.

استشهد في التاسع والعشرون من شهر تموز لعام 2016.

يقول “فضل لله الدندوش” والد الشهيد لفرش أونلاين: “عبد الغفور أكبر أولادي، كان هدفي في الحياة أن أراه من المتفوِّقين في دراسته وأن أرى أولاده، درس ولدي التَّمريض ولكنه لم يُكمل دراسته بسبب الأوضاع، ومن ثمَّ عمل في المشافي وانتسب الى فرسان الحق، كان عمله مسعفاً فهو يجيد فنون الإسعاف والتمريض”.

وأضاف الدندوش: “اليوم هو غائب عنَّا ومضى عامٌ تقريباً على وفاته، نفتقده كثيراً في العائلة، لكن قضاء الله وقدره أن يكتب له الشهادة”.

“أحمد العمور” صديق الشهيد يقول لفرش أونلاين: “تعرَّفت على عبد الغفور في مشفى أورينت كان وقتها يعمل ممرِّضاً في المشفى وكان وقتها يشرف على أحد أصدقائي المصابين، عبد الغفور إنسانٌ محبوب ويدخل بسرعة إلى القلب كما كان شجاعاً وشهماً في كل المعارك كان من أوائل المشاركين لإسعاف المقاتلين”.

وتابع العمور: “عندما سمعت خبر استشهاده لم أصدق وقتها، كان يوم الجمعة، وقبل يومين من استشهاده كنا سويةً، أسرعت كي أراه إلّا أنَّني تأخَّرت وقتها، ثم ذهبت مسرعاً إلى الجامع الكبير كي أودِّعه، كان ذلك آخر لقاءٍ لي مع عبد الغفور، رحمه الله واسكنه فسيح جناته”.

 

عبد الغفور الدندوش لم يمت شهيداً في ساحات المعارك، إلا أنَّها أبت إلا أن تخلَّد اسمه تكريماً لبطولاته على هذه الأرض التي ارتوت بدمائه الطَّاهرة، أنقذ الكثير من أبطال المعارك ولم يستطع أحدٌ أن يمنع التاريخ من تدوين اسمه على لائحةٍ بدأت في صفحاتها الأولى، ولا أحدَ يعلم متى تُغلق هذه اللَّائحة، والتي سترفع يوماً إلى السَّماء وتكون خير شاهدٍ على جيل التضحيات.

مؤيد العقدة (كفرنبل-إدلب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى